تتسارع التحقيقات في قضية تهريب ستة كيلوغرامات من الكوكايين التي جرى ضبطها داخل مطار أبوظبي، في واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا خلال الأشهر الأخيرة، بعدما كشفت المعطيات الأولية عن شبكة دولية تمتد بين المكسيك والمغرب والإمارات.
المعطيات المتوفرة تفيد بأن بداية القصة تعود إلى زيارة شخص مكسيكي لمدينة طنجة برفقة إماراتيين بغرض اقتناء عقار فاخر من عائلة مغربية معروفة. وبعد اتفاق مبدئي، تعطلت الصفقة بسبب وعكة صحية للأب مالك العقار، لتظهر لاحقًا خيوط مشبوهة في خلفية هذه الزيارة التي كانت، كما يبدو، واجهة لتحركات مشبوهة.
التحقيقات كشفت أن المكسيكي ومرافقيه لم يكونوا سوى وسطاء، وأن المنظم الحقيقي هو إماراتي قدّم نفسه كمنتمي لعائلة نافذة، دعا أبناء العائلة المغربية للسفر إلى الإمارات لإتمام البيع هناك. وبنية حسنة، حمل أفراد العائلة معهم هدايا تقليدية من بينها 25 قطعة من الزي المغربي، لكنهم لم يتوقعوا أن هذه الحقائب ستتحول إلى مصدر فضيحة دولية.
التحريات بينت أن المتهمين الثلاثة اجتازوا بنجاح اختبار كشف الكذب، وأن الفحوص في مطار محمد الخامس أثبتت خلوّ أمتعتهم من أي مواد محظورة قبل مغادرتهم التراب المغربي. وهو ما يعزز فرضية تبديل الحقائب أو دسّ المخدرات بعد تسليمها، أثناء مرورها عبر الحزام الآلي قبل شحنها في الطائرة. وتبقى التحقيقات مفتوحة بين السلطات المغربية والإماراتية، وسط ترقب للتقرير النهائي الذي سيكشف ما إذا كانت القضية مؤامرة لتصفية حسابات أم تهريبًا منظّمًا استُخدمت فيه عائلة بريئة كغطاء.